القليل من التغاضي يحقق الكثير من السعادة نصائح زوجية في فن العتاب
************
حتى تدور عجلة الحياة الزوجية دون أن يعيقها الهم ويكدرها الحزن لا بد من طرق معينة وأساليب خاصة في التعامل ما بين الزوجين، ومن أهم هذه الأساليب أسلوب التغاضي أو عدم كثرة العتاب والوقوف عند كل تصرف وهفوة للوم والحساب وإلا تحولت الحياة الزوجية إلى معترك يبحث كلا الطرفين فيه عن أخطاء الآخر ليحقق من خلالها النصر..
نصائح
رغم أن الباحثة شماء، ترى أن اشتراك الزوجين في العمل على تحقيق قدر أكبر من الرضا والسعادة في الحياة الزوجية ضروري وأساسي، إلا أنها تشير أيضاً إلى الزوجة ونظراً لطبيعتها التي خلقها الله عليها تحمل جزءاً كبيراً جداً من هذه المسؤولية، وتقدم لها بعض النصائح لتحقيق ذلك:
> أعطي زوجك حقوقه الزوجية والشرعية كاملة، من دون تقصير أو إهمال.
> ابتعدي عن الشك والغيرة حتى وإن كنت تشعرين بهما حقاً.
> أشعريه أنه يمتلكك فتمتلكيه، واستعملي معه اللطف فيأتيك أكثر لطفاً.
> أشعريه بالغيرة على ماله، من دون أن تشعريه أنك المسؤولة عنه.
> عندما يغضب، اكظمي أنت غيظك وغضبك، فهو الرجل، ولا تنسي أن كظم الغيظ عبادة.
> لا تكوني قريبة منه جسداً وبعيدة روحاً.
> دائماً اختاري الوقت المناسب لأي عتاب أو مناقشة.
> لا تفرحي في حزنه، ولا تعاتبيه في فرحه.
> في بعض المواقف لا تعامليه كطفل، واجعليه يشعر انه الرجل وأنه المسيطر، فهذه طبيعة الخلق والبشرية، ولا بد له أن يشعر برجولته بالنسبة لك، وأنك وأبناءكما تحت جناحه وسيطرته.
> تعودي تقديم التضحية ولا تنتظريها أو تنتظري مقابلها منه.
> لا تجرحيه بكلمة قد تبقى محفورة حتى وإن انتهت المشكلة أو العتاب.
في هذا الخصوص تقدم الباحثة في علم الاجتماع وفاء شماء توجيهات ونصائح مشتركة لكلا الزوجين لاتباعها:
ـ على الزوجين أن يتذكرا دائماً أن استمرار العلاقة الزوجية وأبديتها، هي رغبة كلا الطرفين، وليس أحدهما فقط، وأنها ليست ساعة وتنتهي، لذلك فعليهما أن يجتهدا ويعملا لتحقيق ذلك الهدف، دون أن يكون على حساب طرف دون الآخر.
< عليهما اختيار الوقت المناسب للعتاب والتعليقات وإظهار عدم الرضا، وأفضل تلك الأوقات هي الأوقات الحميمة الرومانسية، التي تنعكس بالطبع على الجو العام للعتاب.
< أن يتذكرا دائماً أن هذه العلاقة، أثمرت عن وجود أشخاص آخرين وهم الأطفال، وأن هذا الكيان يحتاج إلى والديه، لينمو بشكل صحي وسليم، وأن أحد الوالدين لا يستطيع أبداً القيام بدور الآخر مهما قدم وفعل.
< أن يتذكرا أنه في اليوم الواحد هناك العديد والعديد من المواقف التي تقريباً لا تنتهي، ولو تم الوقوف عند كل منها فالفشل بكل تأكيد سيكون النتيجة الحتمية للحياة الزوجية، أو ستكون حياة عنوانها المشاكل المستمرة، ولذلك يجب التفكير مائة مرة قبل العتاب واللوم على موقف ما.
< على الزوجين أن يتذكرا دائماً أن أساس الحياة الزوجية هو المودة والرحمة، وأن الحب والاحترام هما العنصران القادران على تجاوز كل المحن، والأزمات التي لا تخلو الحياة الزوجية منها أبداً بنسب متفاوتة، ولا تصدقي جارتك أو صديقتك إن أخبرتك أنها لا تتشاجر مع زوجها وأنه لا ينفك عن محاولة إرضائها وإسعادها، فالحياة الزوجية مليئة بما يستحق بعض التكدر وأحياناً الغضب والعتاب لضمان الاستمرارية.
للعتاب درجات
تتابع الباحثة شماء: «هذا التغاضي بكل تأكيد لا يعني التغاضي عن كل شيء، فبعض المواقف تحتاج فعلاً، بل وتشترط الوقوف عندها واللوم والعتاب حتى لا تمتلئ النفوس بالحزن أو الضيق الذي سيؤثر في العلاقة الزوجية بشكل عام، لذلك فعلى الزوجين أن يكونا حذرين جداً ودقيقين في اختيار ما يتعاتبا عليه وما لا يجب الوقوف عنده.
في بعض الأحيان وفي مواقف معينة، عندما لا يستطيع أحد الطرفين السكوت أو التغاضي عن موقف معين، فعليه أن يعلم أن للعتاب درجات، وأن بعض المواقف قد لا تستحق أكثر من لفت نظر، أو تعليق بسيط لتصحيح الوضع، أو التعبير عن موقف معين، كأن تقول الزوجة لزوجها: انها تتمنى لو أنه فعل كذا أو كذا أمام الضيوف، وأن هذا التصرف كان سيسعدها كثيراً ويشعرها بالفخر من معاملته لها، أو يقول الزوج لزوجته: أتمنى في موقف مماثل، كما حصل في هذا اليوم أن تكون ردة فعلك مختلفة».
العتاب الخاطئ
«رغم أن العتاب في بعض الأحيان يحمل ويخرج بنتائج ناجحة وطيبة، إلا أنه قد ينقلب في بعض المرات إلى عناد وتحد، ليقلب الحياة الزوجية إلى جحيم يحاول فيه كلا الطرفين استفزاز الطرف الآخر»، هذا ما تراه شماء وتستطرد قائلة:«في بعض الأحيان يستخدم أحد الزوجين طريقة الاستهزاء أو المبالغة في إظهار أخطاء الآخر مما يصل به الأمر لأن يتعمد التصرف بما يزعج الشريك، والنتيجة لن تكون إلا حرباً مشتعلة تحت سقف المنزل، وستكون نتائجها خطيرة جداً. على كلا الزوجين تعلم فن ومهارة الاستماع، فلا فائدة من العتاب إن كان الطرف الآخر يفتقد لهذه المهارة، التي تعتبر المحور الأساسي في موضوع العتاب واللوم، وأحياناً يكون المستمع أو المتلقي هو صاحب نجاح الحوار والعتاب وليس المرسل أو المعاتب نفسه.
هل يمكنك التعايش؟
يجب أن يتذكر الزوجان أن الكمال لله، وأن لا إنسان كاملاً، لذلك يجب التغاضي عن هفوات وأخطاء الآخر، وأنه وبالنظر لمن حولنا سنكتشف أن لكل عيوبه، وأن لا إنسان خالياً من هفوات ونقاط ضعف، بنسب متفاوتة ومختلفة، وأن هناك الكثير من العيوب لا تؤثر في أساس الحياة الزوجية وصميمها، وهذه يمكن التعايش معها بنجاح، وتعتبر بسيطة ولا تذكر مقارنة مع عيوب يصعب معها استمرار العلاقة الزوجية، فمثلاً، إن كان يزعجك في زوجك عصبيته وسرعة غضبه وانفعاله، فتذكري أنك تستطيعين محاولة تغيير هذه الخصلة فيه أو على الأقل تقليلها والحد منها بمعرفة ما هي أسباب إثارة الزوج وإغضابه، مع محاولة التعايش معها وتفهمها، ولكن إن كان زوجك ممن يهينك ويضربك كما يفعل بعض الأزواج، فهل تستطيعين التعايش مع ذلك؟ لذلك على كلا الزوجين محاولة النظر لمن هم أسوأ حالاً، ولأصحاب الأخطاء والعيوب التي لا يمكن التغاضي والتعايش معها، والتي قد لا تستجيب للعتاب واللوم، حتى يشعرا بالرضا وتستمر الحياة.
هل ستجربون هذه النصائح؟