عدد الرسائل : 79 العمر : 41 مزاجي : البرج : الثور الدولة : تاريخ التسجيل : 26/04/2008
موضوع: كيف تنمي صناعة القرار عند أبنائك السبت 3 مايو 2008 - 8:46
كيف تنمي صناعة القرار عند أبنائك
الأبناء الناجحون هم القادرون على صناعة القرار لأنهم يقصرون المسافة إلى تحقيق الأهداف، وهي تعتبر من الصفات الأساسية للشخصية الناجحة القوية، والعكس فإن التردد في اتخاذ القرار يعتبر نقطة ضعف في الشخصية، وهو من صفات الفاشلين.
إن صناعة القرار تبدأ من تنشئة الابن منذ نعومة أظفاره وتعويده على ذلك حتى تكون طبعا فيه ويطورها كلما كبر وزادت خبراته، وقد حدد ذلك علماء الدين في:
كن مثالاً عندهم لاتخاذ القرار
حدث الطفل عن القرارات الصعبة التي اتخذتها في حياتك، وكيف كنت تواجه تلك القرارات بشجاعة وعدم تردد، وتحسب لكل قرار حسناته وسيئاته، وكيف تواجه السيئات.
وافتح لهم المجال في أن يشاركوا في اتخاذ القرارات داخل الأسرة، ويفكروا في الحسنات والسيئات لكل قرار، ويقدموا الحلول المناسبة لعواقب أي قرار.
كن مشعلاً يهتدون في اتخاذ القرار
لا تعطهم حلولا جاهزة كأنها وجبات جاهزة، بل أعطهم المعلومات والتوجيهات التي يتخذون بها القرار، كمن يعطي المواد الخام للبنت ويطلب منها إعداد نوع معين من الطعام ويعطيها الإرشادات ويترك بقية الأمور.
ويحتاج ذلك إلى:
1- تعليمهم النتائج والعواقب لهذا القرار على المدى الطويل، وكيف يعدون السبل لمواجهة ذلك.
2- تبصيرهم بكيفية تقييم النتائج والتأثيرات وما يترتب عليها على المدى الطويل.
3- الصبر والتدرب على كيفية اكتساب المهارات، إذ ليس من السهل على الطفل استيعاب كل هذه المعلومات ثم يكون قادراً على اتخاذ قرار.
4- التشجيع على التفكير والاستمرار في ذلك بطرق علمية سليمة ومدروسة.
5 - شجع الأطفال على البحث عن العواقب والحلول الأفضل بطريقة ماذا لو حدث كذا؟ كيف تتصرف؟ وما الحلول المقدمة للعقبات في كل قرار؟ كأن يقول الأب للطفل: ماذا لو تأخرت عن المدرسة ورفض المدرسة دخولك الصف؟
ماذا لو تأخرت سيارة المدرسة عن الحضور في موعدها؟
ماذا لو تأخر والدك في الحضور لأخذك من المدرسة؟
ماذا لو أساء إليك صديقك فلان مثلاً؟
أي أنك تعلمه قانون الاحتمالات، وإن كل سؤال من هذا له إجابات عدة يقوم بإعدادها، وكيف يتصرف في كل منها.
6- الأخطاء واردة في كل شيء.
فالطفل لابد أن يتعود أن هناك خطأ وصواباً، وأن عمل الأخطاء لا يعني نهاية الشيء، ولابد أن يتعلم من الخطأ الذي وقع فيه.
إن الإنسان الذي وقع في خطأ ثم صحح هذا الخطأ ولم يتكرر منه هو الإنسان الذي يستفيد من تجاربه، فليس هناك إنسان لا يخطئ.
7- التجمع مع أطفال آخرين.
لكي يتعلم الطفل كيف يعيش في جماعة وكيف يشارك في إدارة هذه الجماعة بفاعلية عليك أن تقوم بمساعدة طفلك في الدخول مع أطفال آخرين في الأنشطة، وكيف يشارك بفاعلية ويكون قادراً على صناعة قرارات تلك الجماعة ومساعدة غيره على اتخاذ القرار.
8- تخير الأوقات التي تتكلم فيها عن صناعة القرار.
فإن ذلك يساعد الطفل على الاستيعاب الجيد للمعلومات، فمثلا أثناء برنامج تلفاز يعرض قصة تحتاج إلى مناقشة أو قرار جديد، أو يعرض درساً تاريخياً يقوم بدراسته الطفل ناقشه في كيف اتخذ القرار في هذا الموضوع، وكيف يتصرف هو إن كان في هذا الموقف حتى تجعله قادراً على التفكير الجيد والفعال ولا يستغرب الأمور.
9- التشجيع والتحفيز: النتائج على المدى البعيد يجب أن تكون موضوع الاهتمام بالنسبة للأب، فعندما يقوم الطفل باتخاذ قرار سليم قدم له مكافأة أو هدية، وعده بهدية أكبر في حالة التقدم في الأنشطة والقرارات السليمة، وعملية الاستمرار تعتبر عاملاً مهماً حيث إن الطفل غالباً ما تخمد حماسته.
10- المساعدة والمشاركة: ساعد الطفل وشاركه في أي موضوع أو مشروع يحتاج إلى القيام به، وهذا يحتاج عناء وصبراً وجهداً، واسأله عن أفكاره في هذا الموضوع والخطط اللازمة لإتمام هذا المشروع، وكيف سيواجه العقبات، وساعده في اتخاذ القرار، واترك أمامه خيارات عدة، ويقوم هو باتخاذ القرار المناسب في هذا الموضع.
11- لا تتخذ القرار نيابة عنهم حتى لا تعطل عقولهم وتقلل من حماسهم، فإن أي إنسان يكون على درجة عالية من الحماس والفاعلية إذا كان القرار ناجحاً، وكان هو صاحبه، فإنه يعمل على نجاحه، ويبذل جهداً جباراً لكي يحقق ذاته من خلال ذلك النجاح.
ساعدهم في كيفية التصرف في مصروف اليد مثلاً، واترك لهم فرصة الاختيار حتى لو كان خطأ، أشركهم في أعمال الأسرة اليومية، وكيف يواجه الأبوان هذه الأمور وكيف يتصرفان، واطلب منهم تقديم حلول عملية لبعض المشكلات، واطرح العواقب وكيفية التصرف فيها.
12- لا تستخدم أسلوب المحاضرات والوعظ والإرشاد، بل عليك أن تكون مصدراً ومرجعاً للأطفال حتى يتعلموا كيف يتخذون القرار المناسب، والاستماع الجيد يعمل على تنمية التفكير وإعطاء الفرص للتفكير في قرارات سليمة.
إن العباقرة في العالم يشتركون في صفة هي تلقيهم معلومات أكبر من سنهم وهم في سن الطفولة.
والسيرة النبوية تحكي لنا ذلك، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يشرك أولاد الصحابة رضوان الله عليهم في أسئلته مثل عبدالله بن عمر الذي كان في مجلس رسول الله عندما سئل عن الشجرة التي تشبه المؤمن فتحرج من الصحابة الذين لم يعرفوا أنها النخلة، وعرفها عبدالله بن عمر ولم يقلها، وعندما عاد إلى البيت ذكر ذلك لأبيه فقال له الفاروق: " كان أحب إلى لو قلتها".
وقفة تربوية لتكوين شخصية الابن القوية
يجب إعطاء الأبناء المجال للتحدث في مجالس الكبار وعدم مقاطعتهم وإظهار الاهتمام بحديثهم ومناقشتهم وفتح الحوار معهم، والابتعاد عن عبارات التحقير والتصغير وتشجيعهم على مجالسة الكبار وهم في الصغر، وإعطائهم معلومات كبيرة وأخذ آرائهم في القضايا المهمة مثل القضايا الوطنية والإسلامية، ومشاكل البيت والأسرة، ومشاورتهم وعدم تصغير أفكارهم أو آرائهم، وكذلك أخذ آرائهم في ملابسهم وأمورهم الشخصية، كل ذلك يعمل على تقوية شخصياتهم وتقوية قدرتهم على المواجهة والحوار السليم دون خجل أو تذمر.